الحوايج
أخي الزائر الكريم,أهلا بك في منتدانا ,نحن سعداء بزيارتك ويشرفنا انضمامك الينا....وشكرا
الحوايج
أخي الزائر الكريم,أهلا بك في منتدانا ,نحن سعداء بزيارتك ويشرفنا انضمامك الينا....وشكرا
الحوايج
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الحوايج

هذا الموقع مخصص لاخبار قرية الحوايج التابعة لناحية ذيبان -الميادين -دير الزور
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 صدى الزور البعيد .. الفصل العاشر.

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 631
تاريخ التسجيل : 01/12/2009

صدى الزور البعيد .. الفصل العاشر. Empty
مُساهمةموضوع: صدى الزور البعيد .. الفصل العاشر.   صدى الزور البعيد .. الفصل العاشر. Emptyالثلاثاء فبراير 21, 2012 5:43 pm

صدى الزور البعيد .. الفصل العاشر.


الليل. أول مرة يدخلها في الليل، بعض الجوانب كانت منارة. في رأس كل زاوية أنارت (الكهربيات) مساحة صغيرة. كانت البلدة موزعة بين الظلال وبين الانارة المرهفة. والكهربية التي أعلنت بداية البلدة للقادمين اليها، كانت معلقة في زاوية يلعب بها الريح، تتقلقل، تهزها الرغبة نحو الرؤية. اذاً من هنا، حين اتضح الدرب الذي سيفضي الى الشارع العام. وارتفع لطيم العجلات وجعلت حوافر الحصان ترجع الصدى على الطريق الاسفلتي، تصاحب الأصوات الخارجة من الأبنية الساكنة.
كيف كان هذا اليوم؟ إنه طويل... طويل... ولا يذكر حدا له... انه بعيد. يوازي سبعة أيام، يوازي الوقت الذي رافقهم في رحلتهم من العلوة الى الدير.
منذ متى أيقظه عبد الغني؟ باردة وتصيبه قشعريرة كلما تذكر... ضياء يشي ببرودة بعيدة، كل الوجوه كانت فضفاضة، حتى هدلة والمرآة، والطريقة التي مسد بها صدره ودعك عينيه، كم هو ناء ذاك الصباح؟! بعيد، أبعد من صباح أمس بل من كل الصباحات التي مرت عليه في الدير. وهي ترتج على الطريق وكأن الليل وسّع العربة، جعلها تحمل أثقـالاً لا يتسع لها النهار.

هل تشـعرون بالجوع؟ سألتهم شاها حين عادوا، فارتموا من الارهاق في الديوان... إلا أنهم استرجعوا الطرف والمُلح. قالت شاها في سرها، أنقذهم الله من المطر، وخطت الى الخلف لتعود الى المطبخ فاستقبلت جاسر وهي تستدير، اعترتها رجفة أن تصدمه، فأمسكت ثم أمسك – وجدته يمد يده فمدت يدها، وكاد يضمها، هرع للقياها ان تزل قدمها، فقالت له: هكذا يا بني. وسمع منها همهمة وآهةلم يسمعها من قبل، إنه بهذا استغرق في شاها، وتغضنات عينيها انطبعت في خياله. بالقرب منها ظن أنها عادت الى شبابها، وراح يتخيل أيـام صباها، قبل أن تصيبه السنون.
غير أن التعب هبط عليه فتملكه النوم، وهم يضحكون، مستلقين على ظهورهم ومستندين على الحائط وقد باعدوا سيقانهم، ينظرون الى يومهم وما فات من المسرات والنكات. وخطر في بالهم إعادة حوادث يومهم، فوقف فرحان في جانب، وعبد الله ومهيدي وأبو ناصح في جانب آخر... سرحان عبد الرحيم، وكان جاسر في جانب لا يصله أحد، ودخل عبد الغني والسفان حمزة المجدّل الى وسط الحلقة كأنهم يعومون ويحاولون الوصول مبكراً. وتدافعت النسوة والصبايا والأولاد الى النوافذ والأبواب لمشاهدة ما قد حدث، وأخذت مريم في كسل ولا مبالاة تنظر اليهم، تعرف انهم ربما يفعلون أشياء لم يفعلوها هناك، فأصابها ملل وشرود تنوي العودة. وجدت طريقها الى الحوش، تسللت الى المكان الذي وقف فيه جاسر. وخمنت انها تلاقيه لأول مرة.
هكذا اذاً، شهقت ضاحكة، وهي تعبث بجديلتها، تتملاه مرددة، ثم ماذا؟ في ضوء القمر على بسطة الدرج. وخال جاسر ان التعب الذي ألمّ به وهمٌ، وقال: انتظرناهم كثيراً، حسبنا انهم ضاعوا أو قد أعدلوا، فجاء حمزة بالسفينة ثم صعد الى الحويجة وجلس بجانبي ينتظر عودة سرحان وعبد الغني من عمق الحويجة، ولعله سمع ما لم أسمعه، زئير اسود وضباع، فانتفض واقفاً، ثم خطا هارباً فوق شوك العاقول باتجاه المياه... ولقد استفسرناه بعد ساعات، ما الذي دعاه الى الجري، يطأ نبت العاقول، مدمياً قدميه غير آبه؟! إن دغل الضفة الأخرى لا الحويجة القابعة في وسط النهر، تعيش فيها الأسود والضباع!
أما عبد الله فقد أصابه الوسواس حين ذهب إلى النوم، كيف يهب جاسر وراء حمزة، أَسمع صوت أسود أم لم يسمع. لأن خوفه لن يدعه يستدل كي يرى ما الذي يجري، سيلحق بحمزة، وان كانت المياه ستزيل كرب السفان فانها ستزيد ما ألمّ بجاسر. تجعله يحار في مصدر الخوف، أمن الأرض أم من الماء؟ سوف يلقي بنفسه في المياه. بات عبد الله ليلتها يتوسوس بالنهر الذي يشل قدرة جاسر على السباحة، ولا ينتبه اليه ابن المجدّل الماضي يعبر المياه خوفا من الضباع والأسود، فلا يقدر جاسر على طلب النجاة، يتلعثم حتى تخــور قواه: وهكذا ينبهت عبد الله في الحويجة: أين جاسر أيها السفان؟ فيجيب سرحان مشتت النظر، تركناهما معاً، وحينما رجعنا من طرف الحويجة وجدنا السفان يعالج ساقيه وقدميه، يزيل إبر العاقول، وبدورنا سألنا عن جاسر.... فتنذهل الحويجة، لا تصدق غرق جاسر.
لقد غـرق جاسر، يا ربي! يضرب الوسادة بقبضة يده، ثم يضم قبضته: كأننا رحلنا مـن العلوة الى الدير دون رحيل، هذا الليل وذلك النهر، وتعالوا للنزهة الى الحويجة وداعاً لأيام الصيف! واذاً لماذا الرحيل يا هدلة؟ "ما أظل بالعلوة طالما حربة النجم جواي عند الهواشة تتنفس". لماذا تركته معهم؟ كان كان علي أن أراقبه على الأقل عن بعد، لكن ان أتركه بلا رقيب، ينتهز الفرصة للنزول وراء من يفر الى الماء طلباً للنجاة.. حتى يغوص ونبحث عنه دون جدوى.. ثم .. ثم كيف كنا سنعود؟ ما لون الوجوه؟ يصيحون قبل وصولنا، واقفون عند الباب، ينتزعون هدلة وسط الدرب، تلطم نائحة باكية على ولدها: أين جاسـر؟ لماذا لم يأت معكم؟ وبعد.. ماذا كنا سنفعل؟ نترك الدير أيضاً! واذا قلت لها كل الأمكنة فيها ماء يا هدلة، فانها لن تصدق، تنزوي في الغرفة واجمة لا تسمع ولا تعي ما حدث. أين كنا سنذهب؟
المرة الثانية لن أذهب الى الحويجة.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alhawwaij.ahlamontada.com
 
صدى الزور البعيد .. الفصل العاشر.
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» صدى الزور البعيد .. الفصل ( 19 )
» صدى الزور البعيد ... الفصل 17
» صدى الزور البعيد .. الفصل ( 18 )
» صدى الزور البعيد .. الفصل 13
» صدى الزور البعيد .. الفصل 12

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الحوايج :: الفئة الأولى :: منتدى الادب والثقافة-
انتقل الى: