الحوايج
أخي الزائر الكريم,أهلا بك في منتدانا ,نحن سعداء بزيارتك ويشرفنا انضمامك الينا....وشكرا
الحوايج
أخي الزائر الكريم,أهلا بك في منتدانا ,نحن سعداء بزيارتك ويشرفنا انضمامك الينا....وشكرا
الحوايج
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الحوايج

هذا الموقع مخصص لاخبار قرية الحوايج التابعة لناحية ذيبان -الميادين -دير الزور
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 صدى الزور البعيد .. للروائي حسين سليمان..هيوستن

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 631
تاريخ التسجيل : 01/12/2009

صدى الزور البعيد .. للروائي حسين سليمان..هيوستن Empty
مُساهمةموضوع: صدى الزور البعيد .. للروائي حسين سليمان..هيوستن   صدى الزور البعيد .. للروائي حسين سليمان..هيوستن Emptyالثلاثاء فبراير 07, 2012 2:40 am

مقدمة:

23 فصل من رواية صدى الزور البعيد -41 فصلا- كتبت عام 1987 وكان قد اشاد بها الروائي الراحل عبد الرحمن منيف، تحكي الرواية عن اسرة في علوة المياذين تفقد ابنها البكر في مرض غامض ثم تفقد ايضا ابنها الآخر في سفر برلك فتصر الزوجة "هدله الخضر" كي تحافظ علىابنها الأخير "جاسر الرحبي" على الرحيل من العلوة إلى الدير ذلك ظنا منها أن جنية النهر "حربة النجم" هي وراء ما يحدث لأبناءها. وهنا في هذا الفصل نرى ان الأبن جاسر الرحبي بعد أن عادت أمه إلى العلوة خشية انتمائه الى الجيش الفرنسي... قد اصبح شابا، ينتمي إلى الجيش الفرنسي "الهجانة" وفي طريقه لإعادة الجزيرة من الإعراب والبدو إلى سلطة الفرنسيين.. في هذا الفصل بعض الفلاش باك الى ماحدث للفتى من حوادث في الدير وفي العلوة. ولإستيعاب اجواء الرواية فإن فصلا واحدا لا يكفي حيث هناك تداخل في البناء ومقاطع تكرر جملة او جملتين لمشهد في فصل سابق... طبعت الرواية في المؤسسة العربية للدراسات والنشر، عمان وبيروت. ونشرت عدة فصول منها في جريدة القدس العربي في لندن.

للروائي حسين سليمان أيضا: "غابة ظليلة لحصان ابيض" كتبت في امريكا ونشرت فيها وتحكي عن الاغتصاب وسفاح المحارم في العائلة الامريكية، وله ايضا رواية "ينزلون من الرحبة" نشرت في دار رامة في مصر، ورواية "الضجيج" نشرت في دار نينوى في سورية. وهناك ايضا مجموعة قصصية تحت اسم "رموز العربة".

= فصل 23 =

تذكر جاسر الرحبي الهذر الذي عانته أمه قبل ان تعود الى العلوة. وتخيل كيف بقي فرحان جالسا أمام بركة المياه يحدق في صورة إبنته مريم، وهدله أمامه كلما تستدير الى بركة المياه، ترى فرحان في جلسته هذه، لا يتحرك، ظهره محني ورقبته مائلة الى كتفه يتأمل مريم.

وهذه الأراضي الشاسعة مدى نظره، يعتلي ( البرم كلاس ) "جاسر الرحبي" ذلوله في القافلة المسيّرة لاحتلال الجزيرة، واذا أطبق عليه الصمت، وطال الطريق، تعود فجأة السنون الخوالي، فكأنها اليوم، يتحسس ناقته ولباسه، يجول بعينه الى رفاقه المتقدمين معه في هذه البوادي غير المنتهية، فيعرف عندها ان ما كان هو خيال أعوام انصرمت. وفي لحظات تبدو أمامه الاراضي ممتدة كالمياه، لا يعرف لها حداً، تلتقي مع السماء في فاصل سراب. واذا انتصف النهار وقويت الشمس كان جاسر ينود فوق ذلوله فتهتز المشاهد، يترقرق السراب، وتظهر في محياه آثار الاعياء. وحتى اذا ماعادت ذكرياته، فيتداخل ما يجري الآن وما جرى من قبل، تتسرب في خياله الذكرى الماضية، ويتساءل إن كانت الايام والسنوات السابقة هي خيال وحلم .. ويسمع عند هذا الحد صوت الاجدان شيف، في المقدمة: التزود بالطعام، قفو للتزود بطعام الغداء، نصف ساعة لذلك.

وبعد الغداء يعاودون السير، يدب فيهم النشاط والحيوية، فينتهي الزيغان، ويظهر الأفق كأنه رمية حجر، قريب وملموس، وعندها يبدأ الحنين، فيلتفت الى الوراء كي يرى المسافة التي قطعها مع القافلة، مسافة اليومين. فمنذ يومين غادروا المعسكر في طريقهم الى الجزيرة، الى "خان قدور بيك"، وعبروا الجسر الخشبي ودخلوا ما بين النهرين، ولاحت له الدير وهو يلتفت الى الخلف، بعد ان قطعوا النهر، مسورة بالأشجار والبساتين، فتمعن لدقائق بالحويجة ورأى حرش من شوك العاقول، ظل يحيط سفح الحويـجة، ولم يظهر له من هذا المكان البعيد، طرقة للصعود منها، أشجار البسـاتين في الضفة الثانية، كانت الحويجة خلف بساتين الضفة، ولقد مضى وقت طويل على نزهة الحويجة، وهناك حويجة أخرى غير التي تنزهوا فيها، تلك ظاهرة لعيان من يقطع النهر باتجاه الجزيرة، وصار لهم يومين، ولم تغب عنهم الحويجة، وكلما تطلع احدهم الى الوراء تظهر حوائج وتغيب أخرى خلف الهضاب المترامية، وفي المسيرة تارة يظهر النهر وتارة يختفي، الا ان جاسر وهو ينود فوق ذلوله، بقيت صورة أمه "هدله" تراوده وهي تضع يدها على صدغها، فيرتد في جلسته الى الخلف، يضغط على أسنانه: كيف صارت أمه الى ذلك؟ طلبت منهم العودة الى العلوة فلم يستجيبوا، هزوا رؤوسهم بالنفي: اذا تريدين الذهاب، اذهبي وحدك يا هدله، نحن لن نذهب. ضرب أبوه عبد الله كفاً بكف وقال:اللي يشوفك يا هدله يقول انت الزلمة وانا الحرمة.. هذا ما يجوز .. خليك عند حدك، اللي يطلب الرجوع هو انا مه انت، وشغلنا هنا زين، ما نعود الا بسبب مقنع.. وما بارت تجارتنا لسع، يكفي الآن يا امرأة، ما نتحرك من الدير وما تتحركين، الا شنو؟ ورفع اصبعه مهدداً: تراني يا هدله اذا رجع طاري هالموضوع ثاني مرة أفعل الشيء الفلاني .. وما تقبلينه لا انت ولا أحد وتندمين، خليك حرمة مثل بقية الحريم. لكن هدله الذي فاجأها هذا الكلام، وفتحت فاها مستفسرة ماذا أصاب زوجها يكلمها بهذه الطريقة- اقتربت من جاسر، فرجع جاسر وهو فوق ذلوله قليلاً الى الخلف، انتقل بتحفز وشد على أسنانه، انه كان عليه ان يقف الى جانب أمه، لا يتركها وحدها، ولا يدع فرصة لفرحان، وهو يتأمل بركة المياه، كي يعير انتباهه فيشد عمود ظهره ويحاول الاستدارة الى ما يجري خلفه، كان عليه ان يقف معها ويقول لأبيه: معها سأذهب الى العلوة، تبقى انت ابقى، نحن سنروح يا أبي. ورأى جاسر رجفان أمه، شفتيها المطويتين، ولقد احتقن وجهها وجحظت عيناها، وكلمت عبد الله قائلة: يا رجل تروح أو ما تروح .. جاسر وياي يروح، باكر نترك الدير، ياللا يا جاسر. ورفض جاسر الرجوع مع هدله، رفض- فقرص اصبعه وهو فوق ذلوله: كيف صارت، فتحولت نحو فرحان تهذر بالدير والعلوة والعودة، ورفعت صوتها بعد حين: خليهم يظلون بالديـر، يا فرحان احلف عليهم بالبقاء، ولا يطلع واحد من بيتك، خليهم، يتمتعون كل يوم بوجه البدويات.. ويظل جاسر بالمتجر أو يروح مع الفرنسي وعبد الله يجوب الشوارع يتفرج الى بنية بنيتين زينات، وخلص عاف هدله وهدله ما عاد ترضيه بعد اليوم، وجاسر نوبة يريد مريم ونوبة يريد هند .. ونحمله من جواها تحت الدرج .. شنو ما نريد فضايح يا جاسر.. ونحمد الله بأن البنية ما زالت عذرا قلت لها نتأكد يا هند ارفعي ثوبك وخلينا نتأكد اذا جاسر خربك نطرده بالمرة من البيت .. ما يبات ابداً بالدار، خلص يدور على بيت ثاني يعيش فيه، هذا دار فرحان شرف وسمعه شنو؟ وكان عبدالله قد اندفع مثل ثور هائج: انخبلتي يكفي؟ وشد وثاقها، كمم فمها بقوة ثم أناخها الأرض، وحملها مع ابنه الى غرفتها. وقالت وهي محمولة لابنها: لا تحسب انها تحبك وميتة في هواك، البنية يا جاسر تريد واحد غيرك، هي ما تناسبك، دور على غيرها، كل بنات العلوة .. واللي تعجبك .. امشي مع أمك. وحملها الاثنان، عبد الله من تحت ابطيها وجاسر ضبط قدميها ولفهما براحتيه الكبيرتين. وكانت يداها تترنحان، ومقلتاها تتناوبان، مرة ترفعهما ببله الى زوجها فترى وجهه المزموم ومرة تنزلهما الى ابنها جاسر، فترى جسدها الممتد وقد حد ابنها بنهايته وضم ضلعيه، وسـوّر ساقيها بأصابعه المتشابكة.
في الطريق، عندما انتهت اشهر التدريب، وراح يراجع في أوقات الفراغ نفسه، أدرك ان رفيقه عبد السليمان كان السبب في تنسيبه الى فرقة الهجانة، لولاه لما فطن لذلك. عبد السليمان الذي عاد مرة ثانية، بعد اخفاقه في الفحص الأول، وقد قال إنه نال مرتبة النجاح ولكن المكان الذي عينه له الفرنسيون لم يرغب به. هرب في اليوم التالي، فخرج من المعسكر في قيلولة فتحت له الباب على مصراعيه، وأخذ سمت الجبل وظل يسـير بين خوف الملاحقة وبين اعجابه بنفسه في الهروب من مجموعة (المليس )، المجموعة التي لا يريد الانضمام تحت لوائها، وقال لجاسر: اذا ما صرنا بالهجانة ما نرضى، نتحيز اقرب فرصة للهروب. وسأله جاسر عجباً: ثاني مرة تهرب؟! فأجابه: نطلب هذه المرة من الكابتن ونقول له ما نريد غير الهجانة اذا ما بي تعيين الا بالمليس ما ننفحص، ونرجع. لولا عبد هذا ما قيّد عند الفرنسييين، نصحه عبد ان التجارة والسوق غير مضمونة، حسب سنين الخير، اذا في خير في بيع وشراء، واذا ما في تكسد الدنيا ويتوقف كل شيء، ولا تنظر الى حال فرحان، فرحان حاله زينه مه من السوق بس، عنده مزارع واسعة في الجزيرة، على طول النهر وكل شبر من ارضه فيها غراف غرافين، انت ما تعرف يا جاسر، فرحان لا يعتمد على السوق والبيع بس، هناك مورد ثاني له. وأقرب مثال هذا خالك مهيدي قتـله السوق وخربت التجارة بيته، السنة الماضية كان ما في أغنى منه، وهذه السنة ياللا يلم حاله. لكن جاسر لم يستمع لكل ما قاله، ولم يكن يهتم بالمال الذي وجه رفيقه عبد الى الهجانة.
كانت هدله تتحضر للذهاب الى بيتها في العلوة، وتترك ابنها في الدير يحاول اقناع أبيه ومساعدته اذا طلب المساعدة، وأوضح عبد الله لهدله: بس أصفي حسابي بالسوق ألحقك، ونجي انا وجاسر. ولأنها ارتابت من هذا الكلام وأقنعها جاسر انه سيلحق بها مع أبيه بعد أيام، يصر عليه حتى يستجيب، وافقت على الذهاب وواست نفسها انها ستقوم بترتيب البيت المهجور، يحتاج على الأقل الى اسبوع من العمل والترميم. وسألت جاسر ان يصدقها في العودة، فرد الأخير: هذا قسمي.. ما بي أشرف منه .. بكتاب الله اني عايد، بهذا الكتاب، وما أكذب. ورفع يده عن المصحف الذي أنزلته هدله من علاقته في جدار الغرفة.
بنهاية فترة التدريب، في الثكنة الغربية، جاءتهم الأوامر بالتحرك نحو الجزيرة، وكان المخطط ان يستمر تدريبهم لشهر آخر، لكن أحداث الجزيرة عجلت بالنهاية، ولبس جاسر لباس جندي ( برم كلاس ) في الفرقة المتحركة السريعة. وخرج مع رفيقه عبد السليمان في "بلوطين" واحد يقوده "الكابتن موغييه" كما يحب أن يسميه.
وتذكر جاسر وهو في شوارع الدير، مريم الفرحان، ستكون الآن في دار ابيها تتجهز لزفافها، زفافها سيكون في هذا الشهر، وتساءل اذا كانت هدله قد رحلت عن حق، مثلما سمع منذ أشهر، عندما نقل له السرجان حمزه، ان أمه وأباه قد غادرا الدير معا، وسمع ذلك من سرحان في متجره بالسوق، وقال سرحان للسرجان حمزه: راحت زعلانة على ابنها .. وظلت مزعوجة من عبد الله، قالت له كان المفروض تمنع جاسر عن التقييد عند فرنسا، ما يجي منها خير ولو كان ما كان، وقالت ايضا، لو كنت موجودة ما صار اللي صار. وقال في نفسه وهو على ذلوله: ما حمتني غير الكبانية، فيها خلصت منهم .. من البلايا اللي صارت ببيت فرحان .. لو ما حوتني الكبانية .. الله عليم اين كنت الآن، طيب ميت شنو الله عليم.

وترددت في داخله مشاعر الخوف .. الكره .. الحب .. وهو يخرج من بوابة ( الكبانية ) لكن وللحظات عاد وتذكر جسامة المهمة الذاهب اليها مع الجنود الآخرين. خرج من باب المعسكر يتصور أن عالما جديدا سوف يماحنه، ولم يبق هناك مكانا للعالم الذي ألفه في بيت فرحان او في العلوة نفسها، عالم غير مألوف على مقربة منه، وسوف يصل اليه عما قريب.

وأرض الجزيرة تختلف عن أرض الزور، ندية وطرية، فيها انشراح، وتبعث لمن يحدق فيها الى التأمل بالماضي والمستقبل: هناك أمم دحرها الزمن وأمم آتية.. أناس ما زالوا يسيرون الآن كالصدى، كما تسير قافلة الهجانة، وأناس لم يسيروا بعد، وآخرون انتهوا.كانت الأراضي المستوية لا حدود لها، وتحسب في بعض المرات أن حدها الآخر ملتصق بالسماء، التصاق جاء عن طريق مطر انهمر دون انقطاع، الى ان قرب البعد بينهما وملأ الفجوة المتبقية بالليونة وبطبيعة الأراضي المزروعة. ووضح عبد قائلا: نظل نسير .. ومرة نتقرب من "نهر الخابور" ومرة نبتعد .. نظل هيك حتى نلمح الجبل، بس يظهر لنا الجبل نقول قرب وصولنا. وتابع: الجبل يظـهر من بعيد، تظل تمشي ساعات وما تصل اليه، يحتاج نصف نهار، ووقت تخفف الإبل من سيرها تستغرق يوما كاملاً. وبعد صمت تابع عبد: الجزيرة صدر الشام .. تظن وقت تمشي على ارضها انك تخف على صدر بنية كاعب .. ارضها خوش ارض، كأنها بحر.

على ما سمع بالحوادث التي جرت بين عشائر الجزيرة والجيش الفرنسي، في "تل بيان دور" و"نقرة الدم" و"الطراميش"، بالقرب من "قرة تشوك"، وامتدت تلك الحوادث حتى أراضي "الرد" ، حسب ان القتال سيبدأ مع عشائر الجزيرة حالما يقطعون مناطق "الصور ومرقدة"، من المؤكد انهم يتربصونهم في "تل العيد" وفي نواحي متقدمة "الشدادي" مثلاً. واذا كانت القوافل التي تقدمتهم قد اجتازت هذه المناطق ودخلتها دون مقاومة تذكر، فانه من المحتمل ان تأتي المباغتة من الخلف. ولكن من اين لهم ان يعرفوا اننا الخلف وبين القافلة والأخـرى




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alhawwaij.ahlamontada.com
 
صدى الزور البعيد .. للروائي حسين سليمان..هيوستن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» صدى الزور البعيد .. الفصل ( 19 )
» صدى الزور البعيد ... الفصل 17
» صدى الزور البعيد .. الفصل 13
» صدى الزور البعيد .. الفصل ( 18 )
» صدى الزور البعيد .. الفصل 12

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الحوايج :: الفئة الأولى :: منتدى الادب والثقافة-
انتقل الى: