Admin Admin
عدد المساهمات : 631 تاريخ التسجيل : 01/12/2009
| موضوع: المآتم المسرفة تغرق مسلمي أذربيجان في الديون الخميس مارس 03, 2011 4:14 am | |
| المآتم المسرفة تغرق مسلمي أذربيجان في الديون باكو (ا ف ب) - عندما توفي حمو أرزو غاهرامانوف، لم يتوجب على عائلته فقط مواجهة خسارة احد احبائها، بل الاستدانة أيضا لدفع تكاليف مراسم جنازة باهظة.
لقد أصبحت مراسم الجنازات شديدة الإسراف في أذربيجان ذات الأغلبية المسلمة في السنوات الأخيرة. وغالبا ما يقدم الندل الوجبات لمئات الأصدقاء والأقرباء والجيران في خيام كبيرة تبقى منصوبة الى جانب الطريق طيلة أيام.
وتعرض الشركات المختصة توفير الخيم والندل والطباخين، وهذا دليل على أن المآتم أصبحت تشكل فرصة تجارية مربحة.
يقول غاهرامانوف، وهو قصاب في العاصمة باكو، انه انفق نحو 3500 مانات (4300 دولار) على المراسم والمأتم.
ويشرح "طبعا، ترتيبات المأتم كلفتنا كثيرا، لكن لا مفر من ذلك. إن توفي أحد أحبائك، وهو طبعا أمر غير متوقع، لن تساوم على الأسعار وستدفع المبلغ الذي يطلب منك. وإن لم تكن تملك ما يكفي من المال، عليك الاقتراض".
لقد نما الاقتصاد في أذربيجان، تلك الجمهورية السوفياتية السابقة، بشكل سريع خلال العقد الماضي بفضل إيرادات النفط والغاز الهائلة. ومظاهر الثراء الفاحش جلية في باكو المزدهرة.
أما المناطق الريفية فهي أفقر بكثير، إذ يقارب معدل الدخل السنوي للفرد الواحد 2500 مانات (3100 دولار)، والمشرعون يزدادون قلقا بسبب وقوع الكثير من الناس تحت وطأة الديون لتسديد تكاليف المآتم.
يقول هادي رجبلي رئيس اللجنة الاجتماعية في البرلمان "مراسم الجنازة غالبا ما تكون شديدة التبذير، وأحيانا يصعب التمييز بين مأتم وحفل زفاف. الفرق الوحيد هو أن المشروبات الروحية لا تقدم في المآتم".
وفي الأشهر الأخيرة، جرت جدالات جدية بين المشرعين بشأن إقرار قوانين جديدة تفرض حدودا على نفقات المآتم، كما يقول رجبلي.
في منطقة ناختشيفان النائية، تحظر القوانين الرسمية تقديم الوجبات للضيوف، ولا تسمح سوى بتقديم الشاي والفواكه، لكن تطبيق قيود مماثلة في البلد بأكمله غير عملي.
يقول رجبلي "لا يمكننا إجبار المواطنين على دعوة عدد محدود من الضيوف. ولا يمكننا تحديد أنواع الطعام التي يمكن تقديمها للمعزين".
رجال الدين قلقون أيضا من تأثير كلفة مراسم الجنازات الباهظة على المواطنين غير الميسورين.
يقول سورهاي محمد زاده، وهو رجل دين في مسجد جمعة الواقع في باكو "من المفترض أن يأتي الضيوف لمساعدة عائلة الفقيد، لكن ما يحصل هو عكس ذلك".
يضيف "يواجه الأقرباء مشاكل بسبب عدد الضيوف. أحيانا لا يتمكن الناس من تسديد الديون إلا بعد مرور عام على المأتم".
ويقول عالم الاجتماع رفعت غوليفيف، وهو أيضا رئيس جمعية علم الاجتماع الاذربيجانية، إن بعض الناس يشعرون بضرورة الاستدانة كي يظهروا أنهم قادرون على الوفاء بالمعايير التي حددها أصدقاؤهم أو جيرانهم.
ويشير إلى أن "المآتم المسرفة ليست دليل احترام للمتوفين، الناس يريدون فقط أن يظهروا للآخرين أنهم يتمتعون بمكانة اجتماعية عالية".
يضيف "إن قدمت عائلة أحد المتوفين خمسة أطباق مختلفة على موائدها، سيرغب جيرانها بتقديم ستة أطباق".
ويجادل عالم الاجتماع هذا بأن مراسم الجنازات الباهظة لا تدل على التقوى الدينية أيضا، قائلا "بحسب التقاليد، يجب أن يكون هناك ملا واحد في كل مأتم. الآن تدعو العائلات اثنين أو ثلاثة، ويتم تحويل مناسبة جدية الى استعراض". في مسجد جمعة، يقول محمد زاده للمؤمنين إن القادة الدينيين وجدوا حلا بسيطا للمشكلة يقضي بجعل المآتم أكثر تواضعا، ويدعو الى العودة الى القيم التقليدية مقتبسا آية من القرآن الكريم: "كلوا واشربوا ولا تسرفوا..... | |
|