( الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف و ما تناكر منها اختلف)
و ذلك شيء مكتوب في الأزل و ليس للانسان على الأرجح يد فيه و أنا أتكلم عن شيء يضعه الناس في خانة المصادفة كأن تقول رأيت فلانا" صدفة ( أي دون سابق معرفة فأحببته أو تقول فكرهته ) و لا دخل للمصادفة في ذلك من شيء أبدا و قد يتساءل المرء و ما دخل رمضان فيما تقول فأجيبك ان رمضان الكريم ما هو الا واحة روحية قد شغلت حيزا زمنيا"هو أيام هذا الشهر الكريم وهو واحة روحية بكل ماتعنيه هذه الكلمة من معنى فعندما جاءت الروح من عالمها( و كانت في عالمها ذاك مدركة عالمة عارفة بالله) و دخلت هذا الهيكل الجسماني و حبست فيه تكثفت بكثافته فاحتاج البدن (الهيكل الجسماني ) الى رياضة روحية و ذلك بتخفيف متطلباته من طعام و شراب و غير ذلك في فترة قصيرة من اليوم و خلال دورة تدريبية جعلها الله في شهر رمضان حتى تعود الروح الى سابق عهدها من الحب و الانس و الشوق الى كتاب الله و الى لقاء المؤمنين في المساجد في صلاة التراويح و لعلنا بذلك ندرك شيئا" من كلام العارفين عندما قال أحدهم ( لترك لقمة أحب عندي من قيام ليلة )و في كلامه حكم و أسرار يعرفه كل من صام شهر رمضان من عوام المسلمين على وجهه الأمثل من حيث حفظ الوقت و ملازمة الذكر و التقلل من الطعام و أما خواصهم فسوف يرتقي الحديث عن شهر رمضان الى مستوى أرقى و أرقى لاننا سوف ندخل في أحاديث عن العشق و الهيام و عن ساعات في الأسحار يبثون فيها أشواقهم و حنينهم الى الملك العلام ------- و كل ذلك في رمضان.