السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شهد موقع قرية (الصبحة) في أول أيام العام 2010 أول عبور لخط نفط من تحت قاع النهر على مستوى سورية، والذي قامت بتنفيذه شركة (بيوتيماك) التي تقوم باستبدال مقطع بطول 17 كم من خط (الجفرة) لتصدير النفط الخام التابع لشركة دير الزور للنفط، وذلك حسبما أكد مدير عملياتها المهندس محمد أبو حمود.
وعن الموضوع، تحدث المهندس أبو حمود قائلاً بأن المشروع هو عبارة عن عملية تبديل لمقطع بطول 17 كم من خط (الجفرة) لتصدير النفط الخام الذي ينتهي في ميناء طرطوس، وذلك بعد أن لاحظت الدراسات والكشف الدائم وجود تآكل في الخط الذي يمر قسم منه في نهر الفرات، وسابقاً كان يتم عبور الخط من داخل النهر وبتقنيات بسيطة جداً ومكلفة، أما الآن فتم تطبيق تقنية جديدة وهي حفر تحت سرير النهر بعمق عشرة أمتار وتوصيل الخط بعد توسيع ومعالجة مساره العابر من تحت سرير النهر.
وأضاف مدير عمليات شركة دير الزور للنفط أنه وخلال الفترة القصيرة الماضية وتحديداً خلال أسبوع، تم معالجة الحفر بأقطار مختلفة حتى تحقق القطر المطلوب لتدكيك خط 16 إنش، وهذه التقنية تطبق لأول مرة على مستوى سورية وستتيح الفرصة لتعبير أي خط لسرير النهر بكلفة أقل وأمان أكبر.
التفاصيل كانت عند مدير المشروع المهندس كنان زكيمي من شركة ميماك التي تشكل مع شركة بيوتيك المقاول الرئيسي للمشروع وهو شركة (بيوتيماك)، والذي أوضح أن عملية تبديل الوصلة تضمنت عبور نهر الفرات بمسافة تقارب 450 متر، وهي المرحلة الأخيرة من العبور بطريقة الحفر الأفقي الموجه الذي تقوم به شركة (فلوتكس مصر) تحت إشراف (بيوتيماك).
وقال المهندس زكيمي:
(الطريقة قامت على دخول دليل موجه بعمق يقارب 11 متراً تحت قاع النهر من قبل غرفة تحكم وأدوات توجيه موصولة على حاسب يعطي المسار بقطر 4 إنش من إحدى ضفتي النهر عبر حفارة، ثم خروجه من الجهة الأخرى، وذلك بقصد رسم مسار الخط.ثم تبع الدليل دخول رأس حفر آخر قام بتوسيع الحفرة من 4 إنش إلى 18 إنش يتبعها بالضرورة عملية تنظيف للمسار المحفور، ثم يتم توسيع المسار عبر رأس حفر آخر إلى 24 إنش وتنظيف جديد للمسار الموسع.وبعد تنظيف المسار وضخ مادة (البنتونايت) الذي يغلف جدار الحفرية ويعطيها سطح أملس لعدم تخديش دهان خط النفط المار، بدأ سحب الخط في تمام السابعة والنصف صباحاً واستمر لمدة خمس ساعات بما فيها استراحة قصيرة).
وأضاف مدير الموقع المهندس سامر عبود بأن التبديل يبدأ من النقطة الكيلومترية 5550 وينتهي عند النقطة 22850.وسيتم وصل الخط القديم بالخط الجديد أثناء جريان النفط ودون إيقاف للإنتاج، موضحاً أن هذه العملية تسمى (الثقب على الساخن).
أما الشركة التي ستنفذ آخر مرحلة في مشروع الاستبدال والتي هي وصل الخط القديم بالجديد فهي شركة (تيكبيسا) الإسبانية.وللتعرف على شركة (فلوتكس مصر) التقت الفرات بمديرها التنفيذي المهندس محمد حازم الذي أوضح أن شركة (فلوتكس مصر للحفر الأفقي الموجه) تعمل في هذا المجال منذ ثلاثة عشر عاماً بخبرات مصرية 100%، وقامت بمشاريع كثيرة مماثلة لهذا المشروع في أكثر من دولة مثل مصر والإمارات وأذربيجان والسودان ومدغشقر، وأن مهمة الشركة عبور العوائق مثل المسطحات المائية بمختلف أنواعها وسكك الحديد وغيرها.
وقد أنجزت (فلوتكس مصر) 55 مشروعاً تحت قناة السويس، وأربع وثلاثون مشروعاً تحت نهر النيل، ومشروع عبور نهر الفرات هو عملنا الأول في سورية.