يفجر الصيف الحار من عام 2010 المزيد من المفاجآت السياسية في روسيا ومنها هروب دبلوماسيين أجانب من العاصمة الروسية موسكو التي تواجه كارثة بيئية نتجت عن الحرارة المرتفعة وحرائق الغابات.
وكانت ألمانيا أول دولة قامت بإجلاء سفارتها عن العاصمة الروسية، وأقدمت الدول الغربية على ترحيل دبلوماسييها من موسكو بعدما حذر وزير الطوارئ الروسي سيرغي شويغو من احتمال ارتفاع المستوى الإشعاعي في منطقة بريانسك بسبب الحرائق، وقد وصل التلوث الإشعاعي إلى هذه المنطقة التي تقع في وسط شطر روسيا الأوروبي وتجاور منطقة موسكو، من محطة تشيرنوبيل الكهرنووية بأوكرانيا التي حدث فيها انفجار في القرن العشرين.
ويشار إلى أن المرء الذي يقضي ساعتين في العراء بموسكو في هذه الأيام كمَنْ يدخّن علبتي سجائر.
وقالت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية إن دخان حرائق الغابات جعل العاصمة الروسية غير صالحة للحياة في صيف 2010 ما ينذر بطرح مسألة نقل العاصمة الروسية إلى مكان آخر بقوة.
والحقيقة أن الحديث عن نقل العاصمة من موسكو بدأ منذ وقت طويل، وهناك من يقول إن جماعة الضغط البطرسبورغية (نسبة إلى مدينة سانت بطرسبورغ مسقط رأس الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف ورئيس الوزراء فلاديمير بوتين والكثير من أعضاء الحكومة الروسية حاليا) ما برحت تصر على ضرورة نقل العاصمة إلى سانت بطرسبورغ.
وقد أبدت مدن روسية أخرى - نوفوسيبيرسك، سامارا، كراسنويارسك، سوتشي - الاستعداد لاستضافة العاصمة الروسية.
وترى أوساط مراقبة، والحالة هذه، أن ضرورة المحافظة على صفة العاصمة اضطرت عمدة موسكو، يوري لوجكوف، لقطع رحلة علاجه والعودة إلى موسكو. ويتعين على رئيس مدينة موسكو أن يقوم باتخاذ إجراءات استثنائية لإيقاف الذعر الذي انتاب الدبلوماسيين الأجانب في العاصمة الروسية.
وبقي أن نقول إن بعض خبراء الأرصاد الجوية يأملون في أن يتلاشى الدخان الذي توغل إلى شوارع موسكو وقصر الكرملين قريبا.