أبى بعضهم إلا أن يثبت حبه الكبير لدير الزور وإخلاصه لها، وذلك عبر بعض الأمور التي يظنها المواطنون غير المنطقيين ( مثلي ) والذين لا يرون سوى النصف الفارغ من الكأس ( مثلي ) والذين يشكون دوماً بصدق نوايا القوّالين ( أيضاً مثلي ) إهمالاً وتقصيراً وفساداً،
بينما هي برأيهم سعي حثيث لنشر اسم المحافظة عالمياً ونشر عجائبها إلى جانب عجائب الدنيا في كل مكان، وربما سيأتي يوم نسمع فيه سؤالاً في أحد برامج المسابقات عن عجائب دير الزور. والآن أمسك عزيزي القارئ قلماً وورقة لتسجيل عجائب محافظتك، وينصح الأطباء الذين اطلعوا عليها أن تضع بجانبك علبة حبوب ( مميّع ) خشية من جلطة أو سكتة لا سمح الله. 1- محطة الباسل لمياه الشرب فقد بوشر بهذا المشروع عام 1985 أي من 23 عاماً فقط! وكان من المقرر أن ينتهي عام 1995، أي منذ 13 عاماً فقط! لكنها لم تدخل في الاستثمار حتى هذه اللحظة التي تقرأ بها هذه السطور! وبهذا تكون المحطة قد استغرقت أطول زمن لمشروع في العالم، وفي كل مرة يُفتح الحديث عنها يتم تحديد مواعيد جديدة لإقلاعها، وتقطع عهود وتوجه تهديدات في حال الإخلاف بالموعد، ولم نذق مياهها حتى الآن. 2- تنظيف سرير نهر الفرات المعنيون بالأمر ( يتفطنون ) كل سنتين أو ثلاثة على ضرورة تنظيف سرير النهر للتخلص من الأوساخ التي تملأ هذا السرير، وللقضاء على هذا المنظر المخجل، فيقومون بحملة أو اثنتين ثم يعودون لنومهم العميق، وحقيقة لا أملك تاريخاً دقيقاً لإطلاق هذه الفكرة، لكني أعلم أن الأمر لكثرة ما مرت عليه السنين أصبح شبه مستحيلاً. 3- طرح أرض البانوراما للاستثمار السياحي أرض البانوراما لمن لا يعرفها هي قطعة أرض جرداء صلعاء مقفرة منفّرة غير مخدّمة ولا يفكر أحد بتخديمها ( وهذا طبيعي فأحياء المدينة أولى بالتخديم ) لا تصلح أن تكون سوى مقبرة، ومع ذلك تم طرحها في ملتقى سوق الاستثمار السياحي! وطبعاً رُفضت مع سابق ولاحق الإصرار والتصميم. 4- إعادة طرح أرض البانوراما للاستثمار السياحي لم تيأس سياحة دير الزور ومن يشاركها التحضير لهذا الملتقى من فكرة طرح أرض البانوراما الجرداء الصلعاء المقفرة المنفّرة في ملتقى الاستثمار، وبالفعل تم طرحها للسنة الثانية على التوالي، وللمصادفة فقد رُفضت للسنة الثانية على التوالي! ( فعلاً متحججين على دير الزور ). 5- رفض مجلس المدينة زيادة الغرامة المالية لإحدى أكبر المخالفات فقد رفض مجلس مدينة دير الزور في العام الماضي أن تُرفع غرامة سد الشوارع العامة بخيام العزاء ( التعازيب ) إلى 20 ألف ليرة! وبذلك يكون هذا الرفض أكبر عملية تواطؤ معلن وصريح مع أصحاب المخالفات، وأكبر عملية شرعنة للمخالفة وتشجيع عليها. 6- الرغبة بتوظيف عامل نظافة لكل مواطن كثير من أبناء هذه المحافظة يلقون أكياس النفايات بجانب الحاوية، وعندما تتجمع بشكل كبير يمر بقربها ويتمتم: ( لعما على البلد الوصخ ) ناسياً أنه هو ( الوصخ ) الذي تسبب بتجمعها. أكتفي بست عجائب والله يجيرني من السابعة.