نجح علماء من أمريكا وألمانيا في صناعة أصغر ذاكرة بيانات مغناطيسية عرفها العالم حتى الآن.
ولا تزيد مساحة البايت الواحد على هذه الذاكرة عن 12 ذرة حديد وبذلك تصل كثافة التخزين إلى نحو 100 ضعف الأقراص الصلبة المعروفة حاليا حسبما أكدت جمعية ماكس بلانك الألمانية اليوم الخميس في هامبورغ التي أوضحت أن السعة التخزينــية لهذا النوع الجديد من الذاكرة المغناطيســية تصل لنفــــس كثافة تخزين البيانات التي يمتلكها الحمض النووي للإنسان.
ومشيرا لهذا الإنجــــاز قال ســــيباستيان لوت، الباحث في جمعـــية ماكس بلانك:'في ضوء التوجه للتصغير في الصـــناعات الإلكترونية فقد أردنا أن نعرف ما إذا كان من الممكن الوصول بهذا التصغير إلى حجم بعض الذرات'.
وأشار لوت إلى أن السر الذي بــنى عليه العلماء هذه الفكرة الجديدة هو اعتمادهم على ما يعرف بالمغناطيسية الحديدية المضادة التي كان العلماء يعتقدون أنها غير صالحة لحفظ البيانات.
وأعلن الباحثون عن إنجازهم العلمي في مجلة ساينس الأمريكية امس الخميس.
غير أن هذه الذاكرة العملاقة لا تصنع إلا تحت ظروف خاصة وفي درجة حرارة 268 درجة مئوية بالإضافة إلى أن هيكله يصنع ذرة ذرة وهو شيء غير ممكن إلا باستخدام ما يعرف بمجهر مسح نفقي حسبما أوضح لوت.
وتعتمد أنواع المغناطيس التقليدية التي تصنع منها البوصلة على سبيل المثال على المغناطيسية الحديدية التي تصنع من الحديد والنيكل وغيرها من المعادن. ويتم وضع البيانات الموجودة على شكل بايت في الكمبيوتر في صفائح مغناطيسية دقيقة.
غير أن نقاط تخزين البيانات تحتاج حد أدنى من المسافة بينها وبين بعضها خلافا للصفائح المغناطيسية المضادة التي يمكن وضعها بشكل أكثر كثافة إلى جانب بعضها البعض.