Admin Admin
عدد المساهمات : 631 تاريخ التسجيل : 01/12/2009
| موضوع: تخانقوا.. تصحّوا..! الخميس يناير 19, 2012 11:46 am | |
| اشتكت لي صديقة من الضجر والملل في علاقتها الزوجية، قائلة «احس ان كل يوم هو نسخة مكررة عن الذي قبله وصورة متوقعة عن الذي بعده، لا تجديد، لا تغيير، الروتين الممل نفسه أعيشه يوميا». حزنت لحالها فما كان مني إلا أن قذفتها بنصيحة «صاروخية» قائلة: تخانقي..!
صدمت صديقتي لنصيحتي، فقمت وشرحت لها الموضوع سلميا: بأنها وحفاظا على زواجها وعلى صحتها أيضا، يجب ان تتشاجر، حيث أثبتت دراسة مصرية أن الزوجات اللاتي يتشاجرن مع أزواجهن، لا يجددن فقط في حياتهن الزوجية، بل هن أيضا يحمين أنفسهن من المشاكل في القلب، وغيرها من الأمراض التي تسبب الوفاة، بعكس الزوجات اللواتي يلزمن الصمت في الخلافات، فإنهن يتعرضن للإصابة بالأمراض القلبية أكثر من غيرهن أربع مرات. الأمور الصحية والطبية لا مجال للتلاعب بها، وعليه شجعتها على القيام بابتكار «خناقة» بسيطة كل كم يوم لتجديد الجو العائلي، والتنفيس عن بعض الغضب وتحريك الجو الراكد في المنزل.
لم تقتنع «العنيدة»، واضطرتني للبحث عن دراسات متنوعة من كل جنس ولون تثبت صحة كلامي. فوجدت دراسة مصرية أخرى، أكدت أن «بعضا من» النكد يقوي قلب الزوجة ويطيل عمرها، فيما أثبتت دراسة هندية، أن %44 من الأزواج يؤكدون ان السر في حياة زوجية سعيدة هو في الشجار أكثر من مرة في الاسبوع. وفي دراسة ألمانية أكد خبراء الزواج وعلم النفس أن الخلافات الجيدة بين الزوجين تساعد على تأجيج الحب «المطفي» بين الشريكين، وتؤكد قوة العلاقة بينهما، ومن المفيد للأزواج السعداء أن يتشاجروا ويختلفوا. يقول فرانك نايمان اختصاصي علم النفس الألماني، إن حدوث شجار مرتبط بعلاقة صحية بين الشريكين يكون بمنزلة الضحك والحلم تماما!
لكن لا بد من شروط للشجار، أهمها أن تكون «الحلبة» بعيدة عن الأولاد، فاختيار الزمان والمكان المناسبين ضرورة حتمية (لا للبلكون ولا الشارع أمام الجيران)، وايضا الامتناع عن الألفاظ النابية وتراشق الاتهامات (وياريت نبتعد عن سيرة الامهات والحموات)، وكذلك تقبل وجهة نظر الاخر، وأن يكون كل شريك مستعدا للاعتذار، فالاعتذار هو الخطوة الأولى للتحول إلى السلوك الإيجابي ويعتبر من مؤشرات نجاح أي علاقة صحية بين أي زوجين.
نعود لصديقتي المسكينة، عملت الأخت بنصيحتي (العبقرية)، واذا بها بعد أيام تأتي باكية «ستخربي بيتي الله يخرب بيتك». لم أندهش، فلقد عرف عنا نحن «القارورات» بأننا متطرفات في كل شيء (يا طخّو، يا اكسر مخّو)، فعلقت سريعا: «أكيد قلبتي عاليها واطيها». قالت نعم. قلت لم تكن هكذا الفكرة، المفروض ان تكون المسألة عبارة عن مناوشات بسيطة،حركشات خفيفة ينتج منها بعض الخصام الذي بعده يأتي الصلح، حتى ان بعض المحبين يتخاصمون لا لسبب الا ليتصالحوا. فهل هناك أجمل من الصلح بعد الخصام؟!
نقلا عن (القبس) الكويتية
| |
|