ميخائيل نعيمة .." ناسك الشخروب"

عدد المساهمات : 311 تاريخ التسجيل : 15/08/2010

ميخائيل نعيمة ........

المفكر والفيلسوف والاديب العربي الكبير ميخائيل نعيمة(1889-1988) احد رواد جيل النهضة الثقافية في العالم العربي وساهم في حركة التجديد والانفتاح على الثقافة العالمية . وقد مارس نظم الشعر وكتابة القصص والمسرحيات والنقد.

ولد ميخائيل نعيمة في بسكتنا عند سفح جبل صنين في لبنان في اكتوبر/تشرين الاول عام 1889 وانهى دراسته في دار المعلمين الروسية (الموسكوبية) في الناصرة ثم تابع تعليمه في روسيا القيصرية(آنذاك) بمقاطعة بولتافا الاوكرانية في الفترة من 1905 – 1911 حيث تسنى له الاطلاع على عيون الثقافة الروسية ، وبعد ذلك واصل دراسته في السوربون في عام 1912 ثم التحق بكلية الحقوق في جامعة واشنطن في الولايات المتحدة الامريكية وتخرج منها في عام 1916 لكنه لم يمارس المهنة لأنشغاله في الادب. وفيما بعد حصل على الجنسية الامريكية. وانضم الى الرابطة القلمية التي أسسها عرب المهجر وكان امين سرها ونائبا لجبران خليل جبران طوال عشرة أعوام. وأغلقت الرابطة ابوابها بعد وفاة جبران خليل جبران عام 1931 . ثم عاد ميخائيل نعيمة الى بسكتنا عام 1932 حيث مارس نشاطا ادبيا كبيرا. لقب ب" ناسك الشخروب" ، توفي في عام 1988 عن عمر يناهز المائة عام.

من شعره:

أخي

أخي ! إنْ ضَجَّ بعدَ الحربِ غَرْبِيٌّ بأعمالِهْ

وقَدَّسَ ذِكْرَ مَنْ ماتوا وعَظَّمَ بَطْشَ أبطالِهْ

فلا تهزجْ لمن سادوا ولا تشمتْ بِمَنْ دَانَا

بل اركعْ صامتاً مثلي بقلبٍ خاشِعٍ دامٍ

لنبكي حَظَّ موتانا

أخي ! إنْ ضَجَّ بعدَ الحربِ غَرْبِيٌّ بأعمالِهْ

وقَدَّسَ ذِكْرَ مَنْ ماتوا وعَظَّمَ بَطْشَ أبطالِهْ

فلا تهزجْ لمن سادوا ولا تشمتْ بِمَنْ دَانَا

بل اركعْ صامتاً مثلي بقلبٍ خاشِعٍ دامٍ

لنبكي حَظَّ موتانا

***

أخي ! إنْ عادَ بعدَ الحربِ جُنديٌّ لأوطانِهْ

وألقى جسمَهُ المنهوكَ في أحضانِ خِلاّنِهْ

فلا تطلبْ إذا ما عُدْتَ للأوطانِ خلاّنَا

لأنَّ الجوعَ لم يتركْ لنا صَحْبَاً نناجيهم

سوى أشْبَاح مَوْتَانا

***

أخي ! إنْ عادَ يحرث أرضَهُ الفَلاّحُ أو يزرَعْ

ويبني بعدَ طُولِ الهَجْرِ كُوخَاً هَدَّهُ المِدْفَعْ

فقد جَفَّتْ سَوَاقِينا وَهَدَّ الذّلُّ مَأْوَانا

ولم يتركْ لنا الأعداءُ غَرْسَاً في أراضِينا

سوى أجْيَاف مَوْتَانا

***

أخي ! قد تَمَّ ما لو لم نَشَأْهُ نَحْنُ مَا تَمَّا

وقد عَمَّ البلاءُ ولو أَرَدْنَا نَحْنُ مَا عَمَّا

فلا تندبْ فأُذْن الغير ِ لا تُصْغِي لِشَكْوَانَا

بل اتبعني لنحفر خندقاً بالرفْشِ والمِعْوَل

نواري فيه مَوْتَانَا

***