الرجل صاحب القوامة والقيادة
أن تكون زوجا، فإن ذلك يعني أنك اضطلعت بمسؤولية كبيرة، وأمانة عظيمة، ولا يعني ذلك مطلقا أنك وصلت لمنصب تشريفي يخولك أن تقول فيصغي لقولك، وتأمر وتنهي فتطاع، وتجد من يخدمك في ملبسك ومطعمك.
نعم إن الزوج الصالح المؤدي لما عليه تجاه زوجته، المؤتمن على أداء الحقوق الزوجية سيجد أكثر مما سبق من صنوف حب زوجته ومودتها وتذللها له، لكن العملية تبادلية لخصتها امرأة عربية من فجر التاريخ لما نصحت ابنتها وهي مقبلة على الزواج بقولها: (كوني له أمة يكن لك عبدا)، بمعنى أن نجاح العلاقة الزوجية والوصول للسعادة المنشودة منها لا يتأتى إلا ببذل طرفيها ما بوسعهما لإنجاحها، وإن مطالبة الزوج بما له دون أن يحاسب نفسه هل أدى ما عليه سبب لفشل العلاقة الزوجية بلا شك.
بل إن الجهد الأكبر يقع على الزوج فهو صاحب القوامة والقيادة والمبادرة، وصاحب الخطوة الإيجابية الأولى التي تبني عليها الزوجة ردود أفعالها في الأعم الأغلب.
____صارح زوجتك
احرص على مصارحة زوجتك بما في نفسك، ومناصحتها بما يصلحها ويصلح حياتكما، ولا تخفي في نفسك شيئا لكن إذا كانت زوجتك من النوع الذي يفهم التلميح فلا داعي للتصريح والتجريح، وعلى أي حال فلا تجعل هذه المصارحة أمام أحد خاصة أطفالك، وكما يقولون في المثل العامي (النصيحة منيحة بس لا تخليها فضيحة)، واعلم أن هناك فرق بين النصح والإرشاد الذي تفوح منه رائحة المحبة والحرص وبين النقد العقيم الذي هو نوع من التوبيخ والتعبير.
إن هذا النوع من النقد سهم قاتل للسعادة الزوجية إذا تكرر وانعدمت فيه اللباقة واللطف. إن عليك أيها الزوج أن تتحلى بالكياسة عند نصح زوجتك وإرشادها إلى أي أمر ما فلا تسرف في وعظها.
احفظ نفسك يحفظ الله لك زوجتك
إن أهم حقوق الزوجة على زوجها العفاف وأن يحفظ نفسه من الوقوع في أدنى الشبهات والمفاسد والعلاقات الجنسية المحرمة.
ومن العجيب أن يطالب الأزواج نساءهم بالعفاف ولا يقبل أحدهم على زوجته أن تحادث رجلا في ضرورات الحياة، في حين أنه يلهث وراء العلاقات النسائية المحرمة!
إن العفة هي أساس الحفاظ على الحياة الزوجية وهي العامل الرئيس في صلاحها ولا فائدة في كل ما يسديه الزوج لزوجته من إحسان ومعروف أو ما يسلكه معها من ذوقيات كريمة إذا كان فاقدا لهذا الأصل العظيم والركن الركين في الحياة الزوجية السعيدة.
ولعل من أهم أسباب حفاظ الرجل العاقل على عفته وترفعه عن شهوات النفس التي لا تشبع هي أن عقله الراجح يقوده ألا يطالب زوجته بصفة هو يفقدها لأن فاقد الشيء لا يعطيه، وأن يوقن بأن عاقبة اتباع شهوات النفس تؤدي حتما أن يعاقب من الله بوقوع ما يؤذيه في أهل بيته، فقد جعل الله في الأعم الأغلب وقوع الرجل في الفواحش ديناً يسدده في نساء بيته (كما تدين تدان).
__________________
______________