السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فراس القاضي
الاثنين 29 /9 /2008
أمنيات كثيرة، نلهث بها حتى النفس الأخير من العمر.. بعضها لا يتحقق ويبقى أمنية، وبعضها يتحقق وننسى بأنه كان أمنية، وبعضها لا يتحقق، لكنه يسقط من أولوياتنا ولا يعود أمنية.. والمضحك هو أننا في بعض الأحيان نلعن
الساعة التي حدث فيها أمر ما، وننسى بأن هذا الأمر كان أمنية استهلكنا في تمنيها ليالي وأياما كثيرة..
هكذا هي الدنيا، وهكذا هو الإنسان.
أمنيات العام القادم لا تتعلق بالكهرباء والمياه والشوارع والغلاء والعجاج وغيره، بل ببعض الناس، وطباعهم التي إذا ما قارناها بما سبق، سنجدها أكثر إيذاء من الشوارع المحفورة والمرقعة والكهرباء المقطوعة والأسعار المرتفعة. لذا:
نتمنى لو يفهم البعض بأن صحيفة الفرات وسيلة لخدمة الناس، لا ساحة للصراعات.
وألا نسخر حياتنا للدفاع عن أشخاص سيتخلون عنا في أول موقف حرج.
وأن نقلل من جرعات الكلام ونزيد من جرعات العمل.
وأن ندع الناس وشأنها ونلتفت لشؤوننا.
وأن يذكر محدثو النعمة أن (حارتنا ضيقة) ولا يتكبرون على أحد.
وأن نحاكم الأمور منطقياً قبل أن نتحدث بها.
وأن نفكر بما يُروى لنا قبل أن نبثه بين الناس.
وأن نساعد الشريف ونقف في صفه بدلاً من أن ( نهري ) تقارير.
وأن نبتعد عن الفاسد بدلاً من الالتفاف حوله طمعاً في السرقة من السارق.
وأن نسأل أبناءنا وبناتنا عن مصدر بعض الأشياء التي لم نشترها لهم.
وأن نعطيهم المثل الحسن عن العمل بتقوى، بدلاً من التبجح أمامهم بطرق الهرب من العمل، لأننا قدوتهم.
وأن نترك لرب العالمين موضوع فرز الناس بين مؤمنين وكفار.
وأن نعلم أن الأديان رحمة ويُسر وليست عقداً وعسراً.
وأن نختبر الناس قبل إطلاق الأحكام عليهم.
وأن نكتفي بكلمة ( لا نعلم ) إن سُئلنا عن شخص لا نعرفه.
وأن نعلم أن من نمَّ لنا نمَّ علينا.
وأن يتذكر الظالم أن المسافة بين الأرض والسماء دعوة مظلوم.
وأن نعترف ولو ضمناً بأننا أخطأنا بأمر ما، ولا نحاول تحليل الحرام، (القوبيات) أنموذجاً.
وأن نلقي اللوم على أنفسنا مرة من أصل عشر مرات نلوم فيها الآخرين.
وأن ندرك بأن إهمالنا لمدينتنا لن يعود بالضرر إلا علينا.
وأن نستوعب بأن تمزيق مقاعد باصات النقل الداخلي حرام، وتكسير مقاعد الحدائق حرام، وقلع الأشجار حرام، وتعذيب الحيوانات حرام، وتلويث النهر حرام، وتخريب إنارة الشوارع حرام، وإلقاء القمامة من الشرفات حرام، وأن مقولة ( السارق من السارق كالوارث عن أبيه ) كفر وحرام، وسرقة المال العام هي سرقة من جيوب الناس والسرقة حرام.
إن تحققت نصف هذه الأماني، أو حتى ربعها، بالتأكيد ستصبح الأسعار أرخص، والشوارع أفضل، والكهرباء أفضل، وكل شيء أفضل.
وكل عام وأنتم بخير.