مصطفى الآغا
--------------------------------------------------------------------------------
لماذا لا نعترف أن ثلاثة أرباع الشعب يُنظّر ( بضم الياء وتشديد الظاء) على بعضه البعض والسبب أن الكل ( يفتي ) فيما له وما ليس له والكل يتحدث في السياسية والإقتصاد والفلك والفيزياء والكيمياء والعلوم النفسية والطبية حتى أن بعضهم يصف لك الداء والدواء دون أن يكون طبيبا ويتحدث عن غوانتانامو كما يتحدث عن الأزمة الكورية وطريقة تقشير البطاطا في صناعة التشيبس ....
وبالطبع الرياضة هي الخاصرة الأسهل للكلام لهذا تجد الجميع يُنظّر وينتقد ويُدرب ويُحكم ويضع التشكيلة وعندما تتحدث أنت - يامن قضيت عمرك بالرياضة - يتهمونك بالتنظير ....
الكل يقول " لو سلموني كرسي القيادة في الإتحاد الرياضي أو إتحاد كرة القدم لكنت فعلت كذا وكذا " وعندما يشاهدون اي شخص يتحدث على شاشة التلفزيون يقوم الجميع بإنتقاده ( وأحيانا المسخرة عليه ) ولكن عندما يأتيهم المايكرفون يرتجفون كالأطفال ويتلعثمون بالكلام ... هذه الثقافة موجودة وبقوة وحاضرة بدون أي نقاش في المجتمع السوري ( وانا قلت السوري لأنني أكتب للقارئ السوري وليس العربي ) ولهذا نسمع بالعبارة الشهيرة ( حكي جرائد ) ....
اذا كان الجميع ينظرون ويكتبون ولا من يقرأ لهم ولا من يسمعون فلماذا يكتبون أساسا؟؟ وهل نتوقف عن الكتابة لأن الحال يبقى على ماهو عليه مهما كتبنا وقلنا ؟؟؟
نعم نحن نكتب " حكي جرايد" لأنه لا سلطة أساسا للإعلام الرياضي ولو كان هناك هيئة رياضية قوية لما تم حرمان الشعب السوري كلله من مشاهدة مباريات دوري بلاده .... وإذا كانت الفرجة ممنوعة فلماذا نقيم أصلا هذا الدوري ؟؟؟؟ وإذا كان هناك خلافات مادية أو تعاقدية مع أي جهة أخرى "راعية أو شارية " فيجب أن يكون هناك صاحب قرار ( رياضي ) يضع الأمور في نصابها بجرة قلم ويتحمل المسؤولية بدون خوف من العواقب لأن هناك من يحميه من تبعاتها القانونية .... وللأسف أنا مضطر أن اقارن بما فعله الإتحاد المصري والنادي الأهلي الذين تصرفوا بما رأوه مناسبا لهم وليس لغيرهم وإضطر الجميع لمجاراتهم ( والطبطبة عليهم ) لأنهم أقوياء واصحاب قرار ولكن لمن نوجه مثل هذا الكلام ؟؟؟ للجنة مؤقتة تدير الإتحاد الرياضي أم لجنة أخرى تدير إتحاد الكرة ؟؟؟؟ أم لإعلام رياضي مجامل في ثلاثة أرباعه وأنا اتحدث عن الحكومي وليس الخاص ومما أراه أجد أن الإعلام الخاص فاعل ومنفعل أكثر من الإعلام الحكومي الذي يمشي على حبال الراقبة والمحسوبيات وقوة بعض المتنفذين على الوسط الرياضي ما يدفع البعض للقول ( وأنا مالي ؟؟؟ ) ....
الكل يطالني بأن أتحدث عن الاشخاص بالأسم وانا أكرر في كل مرة أن المشكلة ليست في الأسماء بل في طريقة ومنهجية الرياضة من الاساس ولا أحد يريد أن يسمع لهذا تبدو مقالتي هذه وغيرها ... تنظير بتنظير.
"نقلا عن صحيفة تشرين"
الثلاثاء ديسمبر 22, 2009 6:07 am