السلام علييييييييييييكم
ياام العباية .. حلوة عباتج .. جمالك آية .. زينة صِفاتك ..
تتميز ازياؤنا الشعبية .. بالجمال ... في الريف .. و المدينة ، و الى فترة ليست بالبعيدة .. ظلت مستمرة .. لكنها الآن تكاد .. تنقرض امام الموضات الحديثة من اللباس ...
« و العباية الديرية » من أهم سمات ازيائنا الشعبية في منطقة الفرات .. بل كانت أحد أهم القطع في جهاز العروس ... ولو حاولنا البحث في تاريخ هذه العباءة فقد لا نصل الى نتيجة محددة للزمن الذي ظهرت به العباءة كزي شعبي خاص بالمرأة الديرية، كما اننا لن تفلح اجتهاداتنا في الوصول للأسباب الحقيقية التي قادت إلى ابتكار هذا الزي الذي تحول شيئاً فشيئاَ ً إلى هوية خاصة وعلامة فارقة لشريحة واسعة من النساء السوريات القاطنات على الفرات. بعض المصادر التاريخية تشير الى أن العباءة الديرية ربما ترجع أصولها الى العراق ، فهي ـ العباءة العراقية ـ ما زالت حتى اليوم منتشرة في جميع المناطق العراقية، وربما قد انتقلت إلينا بسبب الجوار والمتاخمة واختلاط العشائر والعائلات بعضها ببعض، ولكن هناك فارق بين العباءة الديرية والعراقية اذا أن الأخيرة سميكة ومصنوعة من الكتان فيما العباءة الديرية مصنوعة من الحرير الطبيعي الخالص، وهو ما نطلق عليه تسمية (الحَبَر).
كانوا قديماً .. و منذ وصول الأنثى إلى سن البلوغ تفكر عائلتها بتخصيص عباءة خاصة بها، تلازمها في مشاوريها البعيدة والقريبة، تغطي بها رأسها وجسدها، حتى لو كانت نيتها زيارة الجيران، كذلك هي معها في مشاويرها العامة والخاصة، كالأفراح والأتراح والعمل والتسوق وغيرها. وكانت العباية الديرية أحد اسباب شهرة محافظة دير الزور حيث أنها غدت موضوع يتغنى به المطربون ..
يا يمة اعطيني الدربيل تنظر حبي واشوفه لابس عبا شغل الدير تبرج ما بين كتوفه
التحول الكبير الذي طرأ على حياة المرأة الديرية، وتمثل بإقصائها النهائي للعباءة واستبدالها بـ(الجلباب)، يمكن إرجاعه إلى ما يقارب العقدين من الزمن، وهناك سببان، حسب اعتقادي، كانا وراء هذا التبدل.. السبب الأول .. اقتصادي تسبب به ازدياد نسبة الديريات العاملات في الدوائر والمؤسسات الحكومية والخاصة، وهو ما تطلب البحث عن زي أكثر عملانية واستجابة مع الشروط الجديدة التي يتطلبها العمل، وهذا ما لم تكن العباءة قادرة على توفيره بالقياس إلى "الجلباب".
والسبب الثاني هو غزو العبايات الخليجية و خاصة السعودية التي عادت بها نساء المغتربين ليلفتن بها انظار الديريات بجمال تصميمها واناقتها و الاضافات التي تضاف عليها. ونتج عن ذلك أننا اليوم نجد قلة من النساء يلبسن العباءة في "ديرالزور"، ويمكن حصرهن بالنساء المتقدمات في العمر .. الحبابات يعني .. أو عندما يذهبن للمناسبات الاجتماعية وأعني التعزيب .. مهما يكن الأمر فإن العباءة الديرية، وبعيداً عما تحمله من رموز ومعانٍ تثير أخيلة الفتانين والشعراء، قد بدأت تتحول في السنوات الأخيرة إلى قطعة فولكلورية، بل هي ذاهبة لتكون إحدى محتويات
متحف التاريخ وذلك بعد أن بدأت تتراجع تدريجياً أمام أشكال جديدة من الأزياء النسائية.
ولعل هذا السبب هو ما جعلني أستبق التاريخ و أضع الموضوع هنا في قسم التراث .. كما أنني أرجوا أن يصل الموضوع للقائمين على التراث لتشجيع الناس للمحافظة عليها وابرازها اعلامياً ..
الثلاثاء ديسمبر 22, 2009 5:43 am