المراهق الديري التقليدي ..........

عدد المساهمات : 311 تاريخ التسجيل : 15/08/2010

لمراهق الديري التقليدي في بداية القرن الحادي و العشرين :::
.............................................................................
يقف في رأس القرنة ، الساعة الواحدة و الربع ، قبل موعد إنصراف مدرسة غسان عبود بقليل ....
نضال أو أبو جبل ، كما يحب أن يناديه أصدقائه في نادي البلياردو و الفتل ، كان بكامل أناقته في تلك اللحظة .

يرتدي بنطال جينز أسود ضيق من عند الخصر ، و عريض من الأسفل ، و قميص أسود
مخطط بالأبيض ، و مجفول داخل البنطرون ، يتوسط هذا المنظر حزام مليء
بالمعادن البراقة المسامير ، عليه قطعة معدنية كبيرة مرسوم عليها جمجمة ، تدل على أبعاد غوغائية ليس لها معنى ....

يسترسل البنطال عند قدميه ليغطي جزءآ من قندرته الكبيرة نسبيآ ذات الكعب
المزدوج العالي ، التي قد دق بأسفلها صاجات معدنية لكي يصدر صوتآ أثناء
المشي ، كنوع من النكرزة و إثبات الوجود ...
و مع هذا المنظر الخلاب ،
نجده يعلق في خصره ميدالية ، مربوطة بجنزير معدني طوله متر ، بنهايته
مفاتيح متكررة ، يلولح بها بعنفوان مع دندنة أغنيته التي اكتسحت رسه كما
اكتسحت السوق ...
"واعدتينا تحت التينا و ما جيتينا
وطلبنا بوسي من الشفي و ما عطيتيناااا"

كان شكله عبارة عن كتلة من الضجيج ، في جيب قميصه تظهر بازة باكية
الفايسوري ، و القداحة ذات الأصوات الشنيعة و الأضوية البراقة .... يقبع في
جيب بنطاله الخلفي جزدان يكاد أن ينفجر ، فيه من الدراقيع و ما ليس له
فائدة أو معنى ، وكأنه يلخص ما في رأس أبو جبل ...

في إحدى المرات فتح جزدانه و أرانا مافي داخله ...
و كان فيه التالي ::
دفتر هواتف ، صغير ، إمتلئ فيه حرف "أ" و "ع"
في صفحة حرف اللأف ، أبو جاسم الطويل ، أبو جاسم الصناعة ، أبو ، أبو ، أبو ....
و في صفحة حرف العين ، عمو فلان ، عمو علنتان ، عمو أبو ربيعي عمتي فلانة ، عميمة إم فلان ... إلخ ...
و أرقام الطوارئ ، و نداء عشر دول تقريبآ ..
سألته مرة ، ما حاجتك للنداءات الدولية ؟
قال لي : "ما تعرف ، يمكن شي يوم نحتاجها ، تلزم !!"
لم يقنعني بهذا الجواب على أي حال!!

في الجزدان أيضآ ، شريط تسجيل تم تطبيقه بشكل حصري في تسجيلات الدار البيضاء ، قال أنه هدية من "العينتين"
جعب سكارة ملطخ بأحمر الشفاه ، أيضآ -كما قال لي- إنها آثار بلاجم العينتين ....
خمسة و ثلاثين كرت فيزت مسلفن ، متباينة المواضيع ، وقد لفت نظري أحد
الكروت ، شركة سيزكو لإستيراد قطع الغيار الثقيلة لمعامل المعالجة الحرارية
في طرطوس !!!!!!
لم أسأله عن سبب وجو هذا الكرت ، في حينها لم أكن بمزاج يسمح لي بكذبة جديدة أتسمع عليها لأكثر من ساعة ....
في الجزدان أيضآ منديل ورقي فيه خصلة شعر أيضآ من العينتين ، و كرت مرسوم
عليه قلوب حب ، و عدة صور خلاعية ، مجعلكة و قديمة ، ضننتها مخطوطة أثرية
في بادئ الأمر ....
في الجزدان أيضآ ، تشكيلة واسع من صور العائلة الأصدقاء ، و صورة عن الهوية ، وصورة العينتين ...
و كرت سفر في نقليات القدموس تاريخه يعود لسنتين مضت ، ليقول أنه سافر عالشام !!!
و خمسين ليرة سورية ، ذات اللون الأصفر و الرسمة الشهيرة (آلهة الينبوع)...

على بعد سينتيمترات قليلة من جزدانه ، يوجد أغلى مقتنياته ، موس كباس سبع
طقات ، اشتراه العام الماضي ، لم يفتحه و يستخدمه استخدام حقيقي إلا في
المدرسة لينحت على المقعد ، أو على الشاطي ليقطع الدبشية ، و ينحت عليها
قلب حب و حرف إسمه و إسم العينتين ، بالإنكليزي ....

وعلى نفس
الوقفة ، في رأس القرنة ، حاملآ بيديه سكارة الفايسوري ، التي يدلعها أمام
أصدقائه (فايس النوري) ، يقف زلفه بشموخ ، قصة الزلف مشابهة تمامآ لقصة
البنطرون ، ضيقة من الأعلى و هريضة من الأسفل ، و تكاد تشحط بالكاع ....

أنفه مفلطح ،يتموضع على رس أنفه حبة كبيرة من العيار الثقيل ، وجهه دسم ذو طبيعة دهنية ، و كما تقول له أمه ::
"غسل وجه المزوتن يول ، وجهك يدسسم صينيتين كليجة "
مع العلم أن هذا يرجع إلى التغيرات الفيزيولوجية في مرحلة المراهقة ....

أما بالنسبة لشعره ، هنا تكمن الأسطورة ، بلونه الأسود المجعد ، استطاع أن
يطوله حتى وصلت الغرة إلى رأس الأنف ، بل إلى طرف الحبة الموجودة على
الأنف ...
سرح شعره إلى الخلف ، وضع عليه حفنة كاملة من كريم الشعر
"سوفت" باللون الأصفر و رائحة جوز الهند المحنحن ، وضع كمية كبيرة ، حتى
تحول لون شعره إلى العجاجي ، مع العلم أن هذا النوع من الكريم ، يلتقط أي
غبرة موجودة في الشارع ، فتتجمع على الرأس ، و تعطي لمعانآ يثير الاشمئزاز
....

تحت الغرة مباشرة ، يضع نظارة شمسية ، لا تنتمي إلى أي موضة
أو أي ستايل ، إشتراها من أبو العوربانة بشارع حسن الطه ، بخمسة و سبعين ،
بعد المبازرة ....

بحركة سريعة منه بعد أن لمح العينتين، يشعل
سكارة الفايسوري ، ينادي ربيعة في القرنة المقابلة Sad

وين
ياورداااااااااااااا) ، يقطع الشارع حاملآ بيده كازوزته ، متجهآ إلى ربيعه ،
بعد أن حسب التوقيت الزمني بدقة ليمر من أمام العينتين ....
تلتقي عينيه بعينيها ، يقول لها ::
"ول شلونجي يا قلبي " ، تضحك و تشيح بنظرها إلى صديقتها ، و تكمل في
طريقها ، فيصرخ أبو جبل مخاطبآ صديقه لتسمعه هي :: " ول أبوس الله ، شكون
هاي يا نباية " .... يصل لصديقه و يقول له :: شفت شلون ضحكت؟!!
يول أوووووف شقدني جخا ، و معذب قلوب الصبايا ...
ينعن ديبي شمقواني !!!!
...............................................
عداااي

المراهق الديري التقليدي .......... 541261_295066457240049_123632001050163_659999_1899630927_n

» تعليم السباحة
» المفهوم الديري لاشارات المرور
» الديري الطائرررررررر
» الطب الديري...
» منو هاذ اللي واقف مع الديري؟؟؟؟؟؟؟